مناظر البلاد المقدسة من القرن التاسع عشر

السبت, 12.10.13

الخميس, 10.04.14

:

,

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

في القرن التاسع عشر، مع تزايد الاهتمام، الدراسة والتحقيق حول مواضيع تتعلق بأرض-إسرائيل، بدأ تزايد واضح في عدد
المسيحيين من أوروبا وأمريكا الشمالية الذين زاروها. المناظر الطبيعية البدائية، المواقع المقدسة والتاريخية وكذلك الحياة البسيطة
فيها جذبوا مسافرين وفنانين كثيرين.
في بداية القرن التاسع عشر كانت أرض-إسرائيل منطقة مهملة تحت الإمبراطورية العثمانية. مع ذلك سمحت الظروف السياسية
والأمنية دخول السياح الغربيين إلى الأماكن النائية. رسامون محترفون وهواة رسموا البلاد لهدف الدعاية على بطاقات بريدية،
وكتب المسافرين التي غالبا ما كانت مرفقة بوسائل تعبيرية فنية مثل اللوحات, الرسومات والمطبوعات. مقبول تعريف الفنانين
الغربيين الذين نشطوا في الشرق خلال هذه الفترة بال »مستشرقين » وفنهم “استشراقي”. الاستشراق هو وصف الشرق بعيون
الغرب. في هذا الفن، الذي كان ديني في أساسه أو موجه نحو الدين، تظهر جوانب من الحياة اليومية والمشهد الشرقي كخلفية
لقصص التوراة والعهد الجديد. الفنانون الغربيون من القرن التاسع عشر الذين زاروا البلاد اعتقدوا أن بوصفهم الشخصيات من
الشرق فيه لمسة من أصالة القصة التوراتية.
إثر زخم الزيارات إلى البلاد >انتعش< مجموع الصور من الأراضي المقدسة الذي كان معروفا في أوروبا حينها والذي تضمن
عددا محدودا من المطبوعات التي أُنتجت في الأساس من نقش الخشب القديم. اللوحات من القرن التاسع عشر كانت محتلنة وأكثر
دقة، وُصفت بها ليس فقط الأماكن المقدسة المسيحية، إنما أيضا المناظر الطبيعية للبلاد بصفة عامة وصيرورة الحياة فيها. وثق
الفنانون العالم الشرقي مع كل ما ورد فيه.
جيمسينا والر) 1842 هانتستنتون، نورفولك، إنجلترا- 1912 نورفولك(، وثقت، كغيرها من الفنانين، المناظر الطبيعيه والمواقع
في البلاد. فهي كانت أخت أليس اوليفانت وتزوجت من أدولفوس والر، رئيس الكهنة من مسقط رأسها. جيمسينا وأخواتها، أليس
وآدا، تربين على مبادئ الأنجليكانية المتزمتة، لكن أيضا تعلمن العلوم، الفن والموسيقى. هنري ستيلمن، رب العائلة، كان صاحب
عزبة هانتستنتون ومهنته الرئيسية كانت ترميم ورونقة الكنائس وتجديد اللوحات. أختها أليس تزوجت لورانس أوليفانت عام
1872 ، وحاول الزوجان تنفيذ خطة توطين اليهود في أرض- إسرائيل، التي كانت فكرة اوليفانت نفسه. لهذه الغاية انتقلت أسرة
اوليفانت إلى أرض إسرائيل عام 1882 . على إثرهم حضرت جيمسينا وزوجها لزيارة حيفا، حيث سكنا أليس ولورانس أوليفانت،
وخططوا للقيام بجولة في جميع أنحاء البلاد جنبا إلى جنب الزوجين اوليفانت والعودة بسفينة إلى إنجلترا. خلال عدة أسابيع تنزهت
الأختان وأزواجهن في شمال البلاد وحول بحيرة طبريا حيث كانوا ينامون في الخيام ويركبون الخيل. الأختان جيمسينا وأليس
رسمتا خلال الرحلة. في الثاني من كانون الثاني عام 1886 توفيت أليس من الحمى في منزلها في دالية الكرمل. ظلت جيمسينا
في البلاد لفترة طويلة، واستمرت في السفر والرسم، وربما عادت إلى البلاد في السنوات اللاحقة. ظهرت بعض اللوحات الفنيه
التي في المعرض في مقال نشره لورانس أوليفانت عام 1888 .
في لوحات جيمسينا تظهر بشكل واضح أسس «استشراقية ». فانها قد أكثرت من السفر في جميع أنحاء البلاد وخلدت مناظرها
الطبيعية. يبدو أن المناظر الطبيعية التي فتنتها كانت: الجبال، الصحراء، البحر، الغطاء النباتي، المساجد بقبابها المنتفخة، ضوء
البلاد، مشاهد الشرق القديم والبرية البدائية. في معظم اللوحات يظهر البحر الأبيض المتوسط ، بحيرة طبريا ونهر الأردن. جيمسينا
أبدت اهتماما بالسكان المحليين، الذين بدوا للسياح الغربيين غريبين ومنوعين. دمج المحليين العاملين به إعطاء شعور بوجود حدث
في خلفية المناظر الطبيعية البدائية التي تبدو أحيانا مهجورة. في اللوحات محاولة صادقة وحساسة لتوثيق المناظر الطبيعية في
كينونتها، بقع الألوان لينة وواسعة. وقّعت لوحاتها بالاحرف الاولى ) J.W .(، والتاريخ أيضا مدون بالشهر والسنة. من اللوحات
يظهر أن لجيمسينا ثقافة فنية، وهي ترسم بالأسلوب الكلاسيكي.
نَسْب اللوحات لجيمسينا والر يعتمد على التوقيع J.W .، وعلى أنها زارت الأماكن التي رُسمت في اللوحات وكذلك على واحدة من
رسائل لورانس أوليفانت بها أشار إلى أن أليس وجيمسينا رسمتا معا أثناء الرحلة.
قد تم التبرع بالأعمال المعروضة في المعرض باسم جامع التحف الفنية المرحوم نتنئيل أميتس-ليف من قبل ابنته، إيريس أميتس-
ليف. شكر خاص للفنانة بنينه غنيون، التي لولا نهجها المتعاطف مع المتحف، هذا الإسهام، والذي هو إضافة هامة ونادرة
لمجموعات المتحف البحري الوطني، لما تم تنفيذه.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك