يقع تل شيكمونا (بالعربية تل السمك) على شاطئ البحر، على بعد حوالي 1.3 كم جنوبا-غربا عن رأس الكرمل. ويمتدّ حوالي التل، الذي تبلغ مساحته 8 دونمات، سهل استُعمِل في العصر القديم كالأرض الزراعية للمدينة. واستُعمِلت الجداول الجارية للأدنى من رأس الكرمل كمصدر المياه الرئيسي للمدينة. وتقع شرقا للتل، على منحدرات الكرمل، مقبرة شيكمونا من الحقبة الرومانية والبيزنطية (القرون الثالث- السادس بعد الميلاد). حيث يكون أحد أنظمة الدفن قديما بصورة ملحوظة، من الحقبة الكنعانية المتوسطة II ب (1750-1550 قبل الميلاد).
وتمت حفريات أثرية في السنوات 1963-1979 عن المتحف للفنون القديمة العائد لبلدية حيفا، بإدارة الدكتور يوسف الغافيش. وتكون أقدم بلدة في شيكمونا هي من الحقبة الكنعانية اللاحقة (القرن ال-15 قبل الميلاد). حيث اكتُشِفت فيها مبانٍ سكنية ومبانٍ عمومية وفيها أدوات من الصنع المحلي وأدوات مستوردة من قبرص، واليونان ومصر. واكتُشِفت من الحقبة الأرض إسرائيلية (القرون ال-6-12 قبل الميلاد) ثماني طبقات من التوطّن. واكتُشِفت من الحقبة الملكية آثار من التحصينات، ومعاصر بأجزائها المختلفة، ومخازن ومبانٍ سكنية. وتكون ضمن المكتشفات أوانٍ فخارية محلية، وأدوات مستوردة وتماثيل صغيرة.
وفي الحقبة الفارسية (القرون ال-4-6 قبل الميلاد) خضعت شيكمونا لسيطرة المدينة الفينيقية صور وتحولت من بلدة حدودية صغيرة إلى مدينة مخططة جيدا. واكتُشِف في الحفريات حي سكني فيه أوانٍ فخارية وأدوات حجرية، وأسلحة، ومجوهرات وغيره. حيث تواجدت في أواخر الحقبة قلعة. ومن تلك الحقبة فصاعدا تواجد النطاق السكني كما يبدو على المساحة حوالي التل. واكتُشِفت من الحقبتين الهيلنيستية (القرون ال-1-4 قبل الميلاد) والرومانية (القرن الأول قبل الميلاد- القرن الرابع بعد الميلاد)، آثار قليلة فقط، على ما يبدو عائدة لقلعات.
وفي الحقبة البيزنطية (القرون ال-4-7 بعد الميلاد) امتدّت المدينة خصوصا في السهل حوالي التل. حيث اكتُشِفت هنا أحياء سكنية وتجارية، ومبانٍ عمومية ومنشأة صناعية. فاكتُشِفت في المباني أرضيات كثيرة من الفسيفساء. واكتُشِفت في رأس التل آثار من فيلا، تخربت عند الاحتلال العربي (638 بعد الميلاد)، فوُجِدت عليها أسس لبناية من الحقبة الإسلامية القديمة.
وتُذكر شيكمونا لأول مرة في كتابات المؤرخ اليهودي يوسف بن ماتيتياهو (37-100 بعد الميلاد، التأريخ القديم لليهود ي ج، 332). حيث يُحكى عن جنود بطليموس ال-9 لاتيروس، ملك مصر، الذين نزلوا في شيكمونا لمحاربة أليكساندر ينايوس الذي كان يحاصر في ذلك الحين (103 قبل الميلاد) عكا. وتُذكر شيكمونا في التالمود البابلي ولدى رحال نصرانيين، ويمكن التعرف من تلك المصادر إلى مجتمع يهودي كبير كان يعيش في المكان. ويدل مكتشَف المقبرة أيضا على وجود شريحة سكانية وثنية ونصرانية.