يكون أحد المكتشفات الهامة والنادرة في عالم الآثار البحرية في البلاد هو كبش الخبط من عتليت. حيث اكتُشِف الكبش في سنة 1980 في الخليج الشمالي لعتليت وأُخرجَ من الماء على أيدي معلمي وطلاب المركز للدراسات البحرية من قسم الحضارات البحرية العائد لجامعة حيفا.
ويكون كبش الخبط عبارة عن سلاح يكون مركبا على مقدم السفينة ويتواجد بارتفاع سطح الماء أو تحته، وتكون الغاية منه هي خبط سفينة العدو، وإلحاق الضرر بها وجعلها غير صالحة للاستعمال، وحتى إغراقها.
ويكون الكبش مصنوعا من البرونز الراقي الجودة ويزن 465 كغ. ومع الأجزاء الخشبية وزن الكبش حين أُخرجَ من البحر أكثر من 600 كغ. ومن المرجح أنه صُنِع بطريقة "الشمع المفقود". حيث يُصنع بهذه التقنية نموذج من الشمع، ثم يغطى بالطفال ويُسبك البرونز الغالي إلى داخل القالب الطفالي. ويذوب الشمع فيسيل إلى الخارج عبر فتحات صُنِعت في الطفال ليحل البرونز محله.
وتظهر أربعة رموز مسبوكة على سطح الكبش: الرمح الثلاثي العائد لبوسيدون، وخوذة وعليها نجمة- رمز الديوسكوريين؛ ورأس نسر وكادوكيئوس- عصا الرسل العائد لهرمس. حيث تظهر هذه الرموز أيضا على مسكوكات صُنِعت في قبرص بين السنتين 204 و-164 قبل الميلاد، ويمكن الافتراض أنه صُنِع في أحد موانئ قبرص. فإن فحص كربون 14 (14C) أجريَ في معهد فايتسمان للأجزاء الخشبية، أدى إلى التقدير أنه يعود إلى سنة 400 (±130) قبل الميلاد.
ومن المرجح أن الكبش كان عائدا إلى سفينة بأربعة صفوف من المجاذيف (رباعية المجاذيف) أو سفينة بثلاثة صفوف من المجاذيف (ثلاثية المجاذيف)، استُعمِلتا كمركبين هامين إلى أواخر العصر القديم تقريبا.
ويمثل كبش خبط بثلاثة حدود المرحلة الأكثر تقدما من تطور حرب الخبط في العصر القديم. حيث يؤمن هذا الأسلوب ضربة فعالة لجدار سفينة العدو ويقلل من خطر اختراق جسم السفينة.
وخلال الحقبة البيزنطية مع استعمال أسلحة أكثر تقدما زال كبش الخبط من الساحة. فيكون آخر دليل على استعماله في معركة بحرية هو من أواسط القرن ال-6 بعد الميلاد.