الملاحة العبرية في القرن العشرين

مناسبة دائمة

:

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-6030800

شارك

كتب بنيامين زئيف هرتسل، المفكر اليهودي، في كتابه الشهير "الطنيولاند" عن حيفا كمدينة وعن وجود ميناء كبير فيها، الذي تبحر منه سفن تحمل رمز سبعة كواكب، إلى موانئ العالم الواسع، ومنها عائدة إلى حيفا.لقد تم تبنّي اقتراحه لعَلَم الدولة، والذي لم يُقبل من قبل المؤسسات الوطنية، كرمز لشركة الملاحة الوطنية عند إقامتها.اقترح اثنان من بين مساعدي هرتسل إقامة شركة ملاحة وطنية، ولكن الاقتراح سرعان ما تلاشى في المؤتمرات الصهيونية الأولى لأن زعامة الشعب كانت تدعم الفكرة بأنّ تجدُد الشعب اليهودي في بلاده سيكون بواسطة العلاقة المباشرة بالأرض، بواسطة إقامة بلدات زراعية واستصلاح الأراضي.كان إنقاذ الأرض هو الهدف المعلن الذي تركزت عليه أفضل الجهود والموارد.

تعود جذور الملاحة العبرية إلى تجدد الاستيطان اليهودي في فترة بناء تل أبيب، المدينة العبرية الأولى.بهدف بناء المدينة، وبهدف بناء البلدات الآخذة بالتزايد، الموشافيم والكيبوتسات التي بدأت تقوم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت هناك حاجة إلى استيراد كميات كبيرة من مواد البناء.أثبت التعلق الأول بالملاحة العربية أنه منوط بالمشاكل بسبب كثرة الإضرابات، الخطوط غير المنتظمة، واليقظة الوطنية العربية وعدائها للفكرة الصهيونية أكثر من أي شيء آخر.قام مبادرون، من بينهم من كانوا يملكون تجربة غنية في الملاحة من منشئهم، وآخرون من المغامرين وحتى المهلوسين، شركات الملاحة الأولى في أرض إسرائيل، لتلبية الحاجة الماسة لوسيلة نقل جديرة بالثقة تخدم الاستيطان اليهودي.كانت الشركات معدة، وفقا للرؤيا العامة، لنقل المسافرين والحمولات وللصيد.فشلت بعض التجارب حين كانت لا تزال في بدايتها.كانت "هحالوتس" هي السفينة الأولى بملكية عبرية؛ امتلك السفينة عام 1919 يهودي صاحب أحلام، ولكنه كان يفتقد إلى الخبرة في الملاحة، وتحطمت السفينة بعد فترة وجيزة.تم شراء "حيتس" عام 1928؛ كانت هذه سفينة صيد اسكندنافية وهي لم تكن ملائمة للصيد في شرق البحر الأبيض المتوسط.الفشل الذريع كان فقدان "عمانوئيل".تم شراء السفينة من قبل بعض الشركاء لإقامة شركة ملاحة.اختفى أثرها عند إبحارها من إنجلترا إلىاليونان عام 1934.بالمقابل كانت هناك نجاحات، وتم منذ عام 1928 تعيين القبطان العبري الأول، زئيئف هيام، ليقود سفينة "غوزال"، وهي سفينة حمولة تابعة لمصنع الإسمنت "نيشر"، حيث كان قبل ذلك من بين مؤسسي المجموعة البحرية على ضفاف اليركون (1926)، وكان لمدة عشرات السنوات التي تلتها ناشطا جدا في مجال البحر والملاحة، من قبل الاستيطان العبري ومن قبل دولة إسرائيل.عملت شركة "م. ديزنغوف وشركاه" التي تأسست منذ فترة الحكم التركي بشكل معقول، ووفرت شركة "عتيد" التي تأسست عام 1934 الخبرة والتجربة للملاحين العبريين، الذين سوف يشغلون لاحقا وظائف هامة في قدوم القادمين الجدد وفي سلاح البحرية وسيشغلون وظائف في شركات سيتم تأسيسها لاحقا.

 دعا بن غوريون عام 1932 إلى احتلال البحر:"كطريقة لتوسيع مساحة بلادنا، لتحصين قاعدتنا الاقتصادية، لتعزيز صحتنا الوطنية، لتعزيز موقفنا السياسي، للخروج إلى المجال الواسع، للسيطرة على قوى الطبيعة".اعتبر بن غوريون في رؤياه الملاحة العبرية كأسطول صيد وتجارة كبير وقوي، يكون جزءا لا يتجزأ من الاستيطان العبري في أرض إسرائيل ووسيلة للاقتصاد وللعلاقات مع العالم.توقع بن غوريون، من بين أمور أخرى، بناء ميناء في إيلات، قبل سنوات عديدة من بنائه.تم تأسيس قسم بحري في الوكالة اليهودية عام 1935، بعد قرار من الكونغرس الصهيوني التاسع عشر. كان هدف القسم إدارة أمور الصيد والملاحة في الاستيطان العبري، وتمثيله تمثيلا رسميا فيما يتعلق بهذه الأمور أمام سلطات الانتداب.بدأ رئيس القسم، بار كوخفا مئيروفيتش، بدعم فعّال من بن غوريون، في تطوير إقامة شركة ملاحة وطنية، "تسيم"، ولكن الشركة أقيمت فقط بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

حدثت خلال الخمسينيات انطلاقة كبيرة في تطوير الملاحة الإسرائيلية، وهي الانطلاقة التي نبعت جزئيا من اتفاقية التعويضات مع ألمانيا.تم الحصول على بعض السفن بشكل مباشر كدفعة، وتم طلب سفن أخرى على حساب أموال التعويضات.تم استخدام التعويضات، في بعض الأحيان، كضمان حكومي لشراء سفن من قبل الشركات الخاصة.زادت شركة "تسيم" من عدد السفن التي تملكها، وتم تأسيس شركات أخرى، من بينها "أوفير"، "سومرفين"، "إل- يام"، "ترشيش سيلاع"، "الشركة البحرية لنقل الفاكهة"، "هآحيم عوفر".كان العقد ما بين 1965–1975 صعبا بالنسبة للملاحة الدولية، وبشكل خاص بالنسبة للملاحة الإسرائيلية التي اضطرت إلى مواجهة صعوبات مثل الهبوط الحاد في أسعار النقل، المنافسة القوية، التحول من السفن إلى الطائرات في نقل المسافرين، أزمة الوقود (1973-1974) والانتقال إلى الشحن بواسطة الحاويات. انهارت الشركات التي لم تنجح في ملاءمة نفسها مع الواقع الجديد، واضطرت شركات أخرى إلى إجراء تغييرات واسعة النطاق.كان الأسطول الإسرائيلي من بين الأساطيل الأولى التي استخدمت الشحن بالحاويات.تم إشغال السفن بملاحين من دول "العالم الثالث" الذين كان أجرهم متدنٍ.

تُجبر اتفاقيات العمل اليوم أن يخدم قبطان إسرائيلي وستة ضباط إسرائيليين على الأقل في كل سفينة تبحر تحت علم إسرائيل.

استوعبت شركة "تسيم" معظم السفن التي باعتها الشركات التي تم إغلاقها، وهي موجودة حاليا تحت سيطرة "هآحيم عوفر"، وتعتبر من بين شركات الملاحة الرائدة في العالم، من ناحية حجم نشاطها من جهة، ومن ناحية جودة السفن وحجمها من جهة أخرى.أدى ضغط الأرباح المتدنية والمنافسة الشديدة إلى وجود عدد أقل من الشركات في السوق اليوم، ولكن الشركات النشطة قوية، ومن بينها شركات تختص بفروع خاصة، مثل "غدوت-يام" التي تنقل الكيماويات.أصبحت ملاحة المسافرين سياحية بحتة، حتى أنها أصبحت تُعتبر فرعا متخصصا.

تتميز السنوات الأخيرة بارتفاع حاد في عدد السفن المتطورة ذات القدرة على تحميل 5000 حاوية تقريبا، وتملكها "تسيم"، وهي موجودة في مراحل الطلب والبناء في منشآت بناء السفن "يونداي" (الأكبر في العالم) الموجودة في كوريا الجنوبية.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك